إنّ أشخاصاً كثيرين من سكان العالم عادةً يكونون غير قادرين على التمييز بين المُسمّيات التاريخية الكثيرة للدول؛ فمثلاً في الحديث عن بريطانيا، وبريطانيا العظمى، والمملكة المتّحدة، وإنكلترا نجد أنّها كُلّها مسمّيات رائجة ومُستخدمة في الكثير من الموسوعات والمقالات، لكن بينها فروقات جوهرية لا يجب الخطأ فيها.[١]
إنّ ثمّة اختلافٍ كبير في نسبة شيء إلى إنكلترا (إنكليزي، مثل اللغة الإنكليزية)، أو إلى بريطانيا (بريطاني، مثل الإمبراطورية البريطانية)؛ فإنكلترا هي جزءٌ من دولة المملكة المتحدة وتتبع لها إدارياً وسياسياً، وتُوجد ثلاثة أقسام إدارية أخرى لهذه الدولة، هي ويلز، وأسكتلندا، وشمال إيرلندا.[٢]
الفرق بين بريطانيا وإنجلتراتُوجد عدة مُسمّيات تدور حول هذه الدولة، وتفسيرُ كل واحدٍ منها على حدة كالآتي:[١]
المملكة المتحدة الآن هي دولة مُستقلّة تقع على جزيرة قُبالة السواحل الغربية لقارة أوروبا، وتمتدّ أراضيها على كامل جزيرة بريطانيا العظمى إضافةً إلى شمال جزيرة إيرلندا والكثير من الجزر والمُقاطعات ما وراء البحار. عاصمتها هي لندن، وهي إحدى أهم المراكز المالية والاقتصادية في العالم، كما أنَّ من أشهر مدنها الأخرى ليفربول، وبرمنغهام، ومانشستر في إنكلترا، وسوانسي وكارديف في ويلز، وإدنبرة وغلاسغو في أسكتلندا، وبيلفاست ولندنيري في شمال إيرلندا.
المملكة المتّحدة هي دولة رائدة في الصناعة والاقتصاد، وكان لها دورٌ تاريخي بارز في القرن الماضي عندما كانت واحدةً من الدولة الأساسية المُشاركة في الحرب العالمية الثانية، وخلال تلك الحقبة كانت لها الكثير من الصادرات الثقافية التي أثَّرت على العالم، مثل الأفلام، والبرامج التلفازية، والموسيقا، والعروض المسرحية، وقد يكونُ أهم أثرٍ ثقافي لها على العالم هو اللغة الإنكليزية، التي أصبحت اللغة المحكيَّة الثانية السائدة لمُعظم سكان العالم، ولا زال لبريطانيا تأثير على المناطق التي كانت تابعةً لها - سياسياً - فيما مضى عبر مُنظّمة دول الكومنولث، التي تَجمع الكثير من الدول التي كانت تابعةً للإمبراطورية البريطانيّة في السابق.[٦]
التبعية السياسية لأقاليم المملكة المتحدةتوجد بعض النشاطات السياسيّة والاقتصاديّة والرياضية المختلفة بين أقاليم المملكة المتحدة، فمثلاً المنتخبات الرياضية لكل إقليم تكون منفصلة عن الآخر ومُستقلّةً تماماً في العديد من الدوريات العالميّة للرياضات، عوضاً عن أن تشارك الدولة كُلّها بفريق واحد، ومن ناحية تاريخية، كانت الدول الأربع التي تتألف منها المملكة المتحدة الآن منفصلةً عن بعضها طوال العصور الوسطى والفترات التاريخية التي سبقتها، إلا أنَّ أول اتحادٍ حدث بينها في سنة 1536م عندما التحمت إنكلترا وويلز تحت لواء دولة واحدة، وانضمَّت أسكتلندا إلى الاتحاد سنة 1707م لتُولد بذلك "مملكة بريطانيا العظمى" الّتي غطَّت كافة أراضي جزيرة بريطانيا، ووُلدت منها فيما بعد الإمبراطورية البريطانية.
قرَّرت جزيرة إيرلندا الانضمام إلى المملكة عام 1801م، وعندها ولدت مملكة بريطانيا العظمى وإيرلندا، إلا أنَّ مُعظم المقاطعات الجنوبية في إيرلندا قرَّرت الانسحاب من هذا الاتحاد سنة 1922م، ومن هُنا لم تبق للمملكة المتّحدة سيطرة إلّا على إيرلندا الشمالية.[٧]
الحركة الانفصالية في أسكتلنداانضمَّت أسكتلندا إلى مملكة بريطانيا العظمى سنة 1707 بعد توقيع اتفاقية الاتحاد، وأصبحت جزءاً من البرلمان البريطاني سياسياً، إلا أنَّها شهدت عدة حركات انفصالية على مرّ التاريخ؛ فمن ناحية تاريخية بدأ الصّراع بين أسكتلندا وإنكلترا منذ قرون طويلة، وكانت إحدى أهمّ مراحله خلال القرنين الثالث والرابع عشر، عندما هزم الثائر وليام والاس الإنكليز في معركة جسر سترلنغ، ومن ثمّ انتصر الأسكتلنديون على الإنكليز في معركة بانوكبيرن وتُوّج روبرت بروس ملكاً لأسكتلندا سنة 1314.[٨]
بعد الاتّحاد مع بريطانيا خاضَ انفصاليون أسكتلنديون معركة كالودين سنة 1746، وتعدّ هذه آخر معركة وقعت على الأراضي البريطانية في العصر الحديث، وقد هُزم فيها الثوار الانفصاليون هزيمة شديدة. طالبت أسكتلندا بتوسيع صلاحيتها السياسية في بريطانيا مُنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد أقامت استفتائين شعبيَّين (في سنتي 1979 و1997) أدَّيا إلى زيادة استقلالية أسكتلندا عن باقي أقاليم المملكة المتحدة، وقد كانت سنة 1999 علامة فارقة بتاريخ أسكتلندا السياسي؛ حيث أعيد انعقاد البرلمان الأسكتلندي في ذلك العام للمرّة الأولى منذ ثلاثمائة سنة متتالية.[٨]
المراجعالمقالات المتعلقة بما الفرق بين بريطانيا وإنجلترا